Daftar Blog Saya

Jumat, 08 Juli 2011

الوسائل التعليمية

الوسائل التعليمية: بحث من حيث نظرية  
 Tarmizi Ninoersy
Fakultas Tarbiyah IAIN Ar-Raniniry Darussalam Banda Aceh 23111
Email; tninoersy@yahoo.co.id

ABSTRAK
Pemahaman tentang media pembelajaran semakin berkembang dan luas, termasuk media komunikasi individu maupun masyarakat luas. Hal ini adalah suatu bagian dari kesempurnaan dalam proses belajar mengajar, disamping juga mempunyai pengaruh besar untuk mencapai tujuan pembelajaran, baik umum maupun khusus.
تجريد
لقد تطور مفهوم الوسائل التعليمية والتعلمية واتسع ليشمل وسائل الاتصال الفردية والجماعية، وأصبحت بذلك جزءا متكاملا في العملية التعليمية التعلمية، ولها دور كبير في تحقيق أهداف التعليم العامة منها والخاصة.

الكلمة الأصلية: الوسائل، التعليمية
مفهوم الوسائل
يقصد بالوسائل التعليمية كل أداة يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم، وتوضيح معاني الكلمات وشرح الأفكار وتدريب الدارسين على المهارات وإكسابهم العادات وتنمية الاتجاهات وغرس القيم، دون الاعتماد الأساسي من جانب المعلم على استخدام الألفاظ والرموز والأرقام.
       يرى علي راشد "أن الوسائل التعليمية: مجموعة المواد التعليمية والأجهزة التعليمية والمواقف والأنشطة التعليمية اللازمة لزيادة فعالية مواقف الاتصال التعليمية التي تحدث داخل حجرات الدراسة وخارجها".
وقال كود (Cood) عن الوسائل التعليمية بأنها الأجهزة والمعدات والأدوات التي يمكن عن طريقها استمرار العملية التعليمية عن طريق حاسة السمع والبصر.
ويرى دنت (Dent) "أن الوسائل التعليمية هي المواد التي تستخدم في حجرات الدراسة، أو في غيرها من المواقف التعليمية؛ لتسهيل فهم معاني الكلمات المكتوبة أو المنطوقة".
ويمكن القول: إن الوسيلة التعليمية هي عبارة عن تركيبية تضم كلا من المادة التعليمية أو المحتوى والإدارة والمتعلم، والجهاز الذي يتم من خلاله عرض هذا المحتوى، وطريقة التعامل التي يمكن من خلالها ربط المحتوى بالجهاز، أو الإطار بحيث تعمل على توفير تصميم، وإنتاج، واستخدام فعال للوسيلة التعليمية يحقق الاتصال الكافي.

تاريخ الوسائل التعليمية:
(أ) عصور ما قبل التاريخ
منذ قرون عديدة استخدم الإنسـان للتعبير عن أفكاره الإشارات وتعبيرات الوجه والإيماء في الاتصال بالآخرين ونقل أفكاره إليهم، كما كان لاحتكاكه وتقليده للآخرين مما اكسبه الخبرة المباشرة من البيئة التي يعيش فيها وجعل أحاسيسه واضحة وميسرة.
وكانت الوسائل منذ القدم من أدواته في نقل معارفه إلى الآخرين، فإن المشاهد لأي أثر تاريخي خلفته الأجيال السابقة من مختلف أمم الأرض يستطيع الحكم بواسطته ـ كوسيلة تسجيل حسية ـ على عظمة تقدمهم في مدارج الحضارة.
وتدل مخلفات الإنسان في العصور السحيقة البعد في التاريخ أن الإنسان بدأ التعبير عن أفكاره بصور ورموز تعارف على مدلولاتها وأتقن التعامل بها فالكتابة الهيروغليفية تشكل في مجملها وسائله التعليمية؛ لأنها تتكون من مجموعات من الصور لتبيان مدلولات تشـكل سجلا قيما لتلك الفترة من التاريخ.
وكذلك استخدم الإغريق الرسوم والأشكال التوضيحية ونماذج الأحجار، والفخار، ورموز الكتابة، والرسوم على الصخور، والجدران، وأوراق البردي، وجلود الحيوانات وتطور استخدام الوسائل التعليمية تبعا لمقدار حاجة المدرسة إليها، ولعب العرب دورا فعالا في بعث هذا الأسلوب الجيد في التعليم والاعتماد عليه في نقل الأفكار والمعارف.

(ب) جهود العرب:
قام العرب بجهود فعالة في إبراز أهمية وسائل التعليم واعتبارها دعامة هامة في نقل الأفكار والمعارف، ومن قراءتنا لتاريخ العرب نجد أمثلة حية عن جهود العرب في تطوير الوسائل التعليمية، ومن هؤلاء العلماء العرب:
الرازي ( أبو بكر 854-1932): اعتمد التجربة للوصول إلى المعرفة وقصته مع الخليفة العباس عضد الدولة لاختيار مكان لبناء مستشفى للجراحة في بغداد، فقد اتبع في تعيين المكان طريقة مبتكرة، وقد وضع قطعا من اللحم في أنحاء مختلفة من بغداد، وفي المكان الذي لاحظ فيه سرعة تعفن اللحم فيه، أشار بعدم تناسبه لإقامة بناء المستشفى وبذلك تحقق من اختيار المكان الصحي المناسب وقد دلل الرازي على رأيه بتعين المكان المناسب لبناء المستشفى بوسيلة تعليمية جيدة، قطعة اللحم السليمة.
الحسن بن الهيثم (965-1039): استعمل الطريقة العلمية في إثبات أفكاره ونظرياته في علم الضوء والبصريات والعدسات والطريقة العلمية تعتمد على الاستقراء والقياس، والمشاهدة، والتجربة، والتمثيل، وهو معروف بوصوله إلى نظرية الانكسار مما أدى به إلى وضع مبادئ لنظرية الانكسار بشرح هذه الظاهرة، ونلاحظ أن المشاهدة والتجربة من أرقى أنواع الوسائل التعليمية قدرة في توصيل الأفكار بشكل حسي.
       الإدريسي (1099-1166): صاحب خارطة العالم المشهورة التي كانت فتحا في عالم الجغرافيا، هذا بالإضافة إلى العديد من الخرائط التي حواها كتابه المشهور ( المشتاق ) وكان من فضل الإدريسي في العلم ما دفع الكثير من رجال التربية الاهتمام بالوصول إلى المعارف المجردة عن طريق الرسم المصور، ومن العلماء الذين تأثروا به ( روسو) و ( فروبل ) وغيرهم.

(ج) جهود علماء الغرب:
يشير ( ادمارديل )   E.dale1954م إلى قيام بعض رجال التربية القدامى عند ظهور المدارس وبدء انتشار التعليم إلى دورهم في النهوض بالتعليم، ومن أمثال هؤلاء:
كامبانيلا: Campanella  (1568-1639م): من إيطاليا واندريا Andrea  1586-1654م من ألمانيا، وقد أكد كل منهما أهمية الانطباعات الحسية في التعليم، ولهذا أشار كل منهما إلى أن يحصل التلميذ على المعارف من الأشياء والصور والرسوم والخرائط، حيث إن هذه الأشياء تمثل تقاليد الجنس البشري وما يحكمه من قوانين، وفي منتصف القرن الخامس عشـر، ظهر رواد للعلم، نتيجة لما تأثروا به من آراء ( أيراسموس) والذي أشرنا إليه من قبل وتأكيده بأهمية استخدام الصور والأشياء في التعليم حيث أتاح الفرصة أمام رواد التربية لتأكيد أهمية التعليم القائم على الخبرات الحسية.
كومينوس: Comanius (1592-1670م): أكد أهمية المعرفة عن طريق الحواس، وفي نظره أن الفهم يقوم على أساس الأشياء التي تدرك عن طريق الحواس.
روسو: Rousseau (1712- 1778 م): وقد وجه نقده الشديد للتعليم بالطريقة التلقينية المبنية على الحفظ والاستظهار مع الإكراه والضرب، ونادى بإتباع الخبرة المباشرة في التعليم وأكد أهمية المشاهد الأشياء الحسية التي تعطي الحرية للتلاميذ أثناء عملية التعلم.
بستالونزي (1746-1827م): أيد آراء روسو وأكد أهمية دور الحواس في التعليم، وطالب بدعم الكلمة المجردة بالأشياء المحسـوسـة والنماذج وشجع اعتماد الرحلات التقليدية كوسيلة للتعليم على الطبيعة.
هاربارت: Herbart  (1776 -1841م): ركز على أهمية الخبرات في حياة المتعلم وجعل منها المنطلق لنمو معارفه وتثبيت إدراكه واحساساته بالأشياء.
فروبل: Frobel  (1782-1852م).
وهو من ألمانيا، وقد أشار إلى أهمية استخدام الرحلات في إكساب التلاميذ الخبرة المباشرة التي يمكن أن تتم أيضا عند تعليمهم الفلاحة والنسيج والحياكة، وبالنسبة لتعليم الصغار أشار إلى أهمية استخدام الوسائل الحسية عند تعليمهم في المدارس الابتدائية.

(د) الاتجاهات الحديثة:
منذ الأربعينيات استخدمت وسائل حديثة في المدارس كما انتشر استخدام أدوات تعليمية كالراديو والتلفزيون والأفلام والتسجيلات الصوتية، وتبين ضرورة التوسع في استخدامها لفوائدها المتعددة في مجال التربية والتعليم، ولتحقيقها الكثير من الأحداث والأغراض التعليمية.
ظهرت فلسفة تعرف بالمدرسة التقدمية وهي تمتد من 1920-1930م. تنادي بأن الهدف الرئيس للتعليم هو الفهم والتعبير. واهتمت هذه المدرسة بعدد من الوسائل السمعية والبصرية.
ثم ظهرت المدرسة البيئية المحلية وهي تهدف إلى تحسين الظروف التي تحيط بالمدرسة عن طريق تعليم السيطرة على الظواهر المحيطة بهم وتنمية النزاعات البنائية فيهم، ومنهج هذه المدرسة يعتمد على النشاط القائم بالمواقف الحياة الاجتماعية، واهتم هذا النوع من المدارس لتحقيق أهدافهم بالوسائل التعليمية المشار إليها من قبل وبوسائل أخرى تتعلق بالعمل والخدمة العامة.
في القرن الحديث تأثرت الوسائل التعليمية بتطور الصناعات ومن هنا نجد أن لكل عهد صناعي وسائل تعليمية تتفق مع أسلوب الإنتاج، وفي عصر الصناعة اليدوية استخدمت الوسائل اليدوية في التدريب، وعندما حدثت الثورة الصناعية الأولى وأصبح الإنتاج إجماليا وجماهيريا استفيد من ذلك في إنتاج وسائل التعليم المناسبة لذلك العصر، وأصبحت الوسائل التعليمية تخدم أسلوب التعليم الجمعي كاستخدام أجهزة عرض الصورة وتسجيل الصوت.

1. وسائل الجيل الثاني: ومن بينها الكتابات والرسوم والمنتجات الطباعية والتي أتاحت الفرصة لتعميم المخطوطات على عدد كبير من الناس وانتشرت الكتابة المطبوعة التي تعتبر أهم وسائل هذا العصر، ولكن الطابع المميز للتعليم في هذه المرحلة هي اللفظية.
2. وسائل الجيل الثالث: حدث الثورة الصناعية الأولى في أواخر القرن التاسع عشر، فاستخدمت الآلة في نقل الصورة والصوت إلى مسافات بعيدة، واستطاعت وسائل هذا العصر نقل الأفكار عن طريق وسائل حسية بصرية وسمعية، وبذلك تغلبت على عيب اللفظية في وسائل الجيل الثاني، فاستخدمت الصور الضوئية والشرائح والأفلام الثابتة والأفلام المتحركة، وأجهزة تسجيل الصوت والتلفزيون.
3. وسائل الجيل الرابع: حدثت ثورة صناعية جديدة انعكست على التعليم باختراع الآلات الإلكترونية، فأصبح الاتصال والتفاعل بين الإنسان والآلات واستخدمت المعامل اللغوية التي يتم فيها التعليم بواسطة التفاعل بين المتعلم والبرامج الموجودة في الآلة، كما بدأ استخدام التعليم المبرمج (الذاتي) ينتشر في البلدان الصناعية، وأدخلت الآلات التعليمية إلى حجرات الدراسة واستخدمت هذه الآلات المصممة على شكل أجهزة الكمبيوتر، وتتميز بإجراء الكثير من العمليات المعقدة بسرعة وكفاية تلك العمليات التي كان يضيع في حلها كثير من الوقت والجهد، أي أنها زادت من قدرات الإنسان العقلية وأعطته وقتا ليحل مشاكل جديدة بينما وسعت وسائل الجيل الثالث من القدرات الجسمية والعقلية للإنسان بالتنمية المعرفية وقدرات التفكير العليا.

مسميات الوسائل التعليمية:
أطلق على الوسائل المستخدمة في التعليم مسميات متعددة ويعود هذا التعدد إلى تطور الوسائل نفسها، وإلى اختلاف المربين في إلحاحهم على وظيفة دون أخرى. ومن التسميات الشائعة للوسائل التعليمية: وسائل الإيضاح، وسائل الإيضاح السمعية البصرية، والوسائل المعينة على التدريس، المعينات التدريس، المعينات الوسيطة، والوسائل السمعية البصرية، والوسائل التعليمية، والوسائل الحسية المتعددة، ووسائل الاتصال التعليمية، ووسائل التعليم.
وتكنولوجيا التعليم أو التدريس، وتأتي هذه التسمية من:
1-  الوسائل الاختيارية (الإغنائية) حيث تستعمل هذه الوسائل كأنشطة إضافية لإغناء الخبرات المنهجية للتلاميذ أو لمجرد الترفيه وقضاء الوقت.
2-     الوسائل الأساسية: وهي التي يجب استخدامها لتحقيق الأهداف التربوية للمنهج.
3-  الوسائل المعيارية: وهي التي تمثل جزء لا يتجزأ من الموقف مثل الصور والخرائط والأشياء الحقيقية، حيث يطلب من المتعلم وصف نهر أو بحر أو سلسة جبلية أو تفسير أو تحديد المكان أو مفهوم أو تطوير فكرة أو نموذج على غرار الوقت.
4-  الوسائل الوسيطة: وهي التي يستعملها المعلم والمتعلم نفسه، للمعاونة في إحداث التعلم بمعنى أنها ليست جزءا من التعلم نفسه، وإنما هي معينة له ووسيطة.
5-  وسائل وتكنولوجيا التعليم: في هذه التسمية إشارة إلى كافة الوسائل التي يمكن الاستفادة منها في إنتاج العملية التربوية سواء كانت تكنولوجيا كالحاسب والأفلام أم بسيطة كالسـبورة والرسوم التوضيحية، أم بيئية حقيقية كالخبرة والمعارض والآثار.

ثالثا: تصنيف الوسائل التعليمية 
هناك عدة طرق لتصنيف الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم (وسائل الاتصال) صنفت من قبل علماء وخبراء ومربين تربويون ومختصون في مجال وسائل الاتصال وتكنولوجيا التعليم، بحيث اعتمد كل منهم علي معيار من المعايير اتخذه أساسا لتصنيفه، وسوف نناقش بعض هذه التصنيفات  لأخذ فكرة مبسطة من كل تصنيف والتعرف علي كل ما تشمله من أنواع لوسائل الاتصال وتكنولوجيا التعليم.

أولا: تصنيف الوسائل على أساس الحواس المشتركة فيها.
       يعتبر هذا التصنيف أول التصنيفات التي بدأت بها الوسائل التعليمية بحيث اعتمد على الحواس التي تخاطبها الوسائل كمعيار للتصنيف، وقد قسـم الوسائل إلى الأقسام التالية:-
1- الوسائل البصرية: وهي جميع الوسائل التي تعتمد في دراستها علي حاسة البصر منها: النماذج العينات، الرسوم، الصور، الخرائط، الأفلام الصامتة المتحركة منها والثابتة، والرموز التصويرية.
2- الوسائل السمعية: وتشمل جميع الحواس التي تعتمد في استقبالها علي حاسة السمع ومنها التسجيلات الصوتية، اللغة اللفظية المسموعة، الهاتف، الإذاعة.
3- الوسائل السمعية والبصرية: وتمثل جميع الوسائل التي تعتمد في استقبالها على حاسة السمع والبصر معا مثل: التلفزيون، أفلام الفيديو، الأفلام السينمائية بمختلف قياسها والشرائح المتزامنة مع التسجيلات الصوتية للشرح والتفسير (التوافق الزمني – الآلي).
4- الوسائل المتفاعلة: كالبرامج التعليمية المحسوبة مع التأكيد علي خاصية التفاعل بين المتعلم والمبرمج، ويعتبر هذا التصنيف من أكثر التصنيفات شيوعا وبساطة.

ثانيا: التصنيف حسب طريقة الحصول عليها
       بناء علي هذا المعيار تصنف الوسائل إلى قسمين: مواد جاهزة يتم إنتاجها على بكميات كبيرة في المصانع لأغراض تجارية، ومواد مصنعة محليا، وهي التي ينتجها المعلم أو المتعلم بحيث لا يتطلب إنتاجها مهارات فنية متخصصة وتكاليفها قليلة ومتوافرة في البيئة المحلية المحيطة بالمدرسة مثل الرسوم البيانية واللوحات الخرائط المنتجة محليا.

ثالثا: التصنيف حسب إمكانية عرضها (طريقة عرضها)
       وتقسم قسمين مواد تعرض ضوئيا على الشاشة وهي تبث من خلال أجهزة ومنها الشرائح والشفافيات، الأفلام وبرمجيات الكمبيوتر، ومواد لا تعرض ضوئيا بحيث يتم عرضها مباشرة علي المتعلمين ويتم التعلم بصورة مباشرة مثل المجسمات والخرائط، اللوحات والرسوم البيانية، الملصقات والألعاب التعليمية والمحاكاة.

رابعا: تصنيف أدجار ديل ((Edgar Dale
       رتب وسائل الاتصال (الوسائل التعليمية) علي أساس الخبرات التي تهيؤها كل  واحدة بحيث يمثل أقربها إلي رأس المخروط (مخروط الخبرة – مخروط ديل) الخبرات، كالرموز اللفظية والبصرية، أما قاعدة المخروط فتمثل الخبرات الحسية الهادفة والملموسة والواقعية.
كما هو مبين في الشكل المرفق فإن (ديل) قسم هذه الوسائل إلى ثلاثة مجموعات:
       المجموعة الأولي: وتمثل الممارسة العملية والعمل المباشر حيث يمارس الإنسان الخبرة بنفسه ويشارك فيها مشاركة إيجابية، ولو طبقنا ذلك علي العملية التربية لوجدنا أن المتعلم هنا يتعلم كثيرا من المهارات والمعارف تتكون لديه مجموعة من المفاهيم عن طريق الممارسة العملية وهذا لا يقتصر على المفاهيم التي تعلمها بالعمل المباشر أساسا لتكوين مفاهيم جديدة بواسطة خبرات شبه حسية أو مجردة.
       المجموعة الثانية: وتعتمد على الملاحظة المحسوسة وتشمل علي وسائل العروض التوضيحية التي يقوم بها المعلم داخل حجرة الدرس والرحلات التعليمية الميدانية التي يخطط لها المعلم مع طلابه مثل زيارة مصنع أو آثار.
       والمعارض صناعية كانت أم زراعية أم علمية، إضافة إلى جميع الوسائل السمعية والبصرية كالسينما أو التلفاز والنماذج والعينات.
       المجموعة الثالثة: تمثل هذه المجموعة كل الخبرات التي يحصل عليها التلميذ بواسطة البصيرة المجردة أي أنها تعتمد علي الخيال والخبرات السابقة التي يقارنها المتعلم بالصورة الذهنية التي كونها في الماضي، وتتمثل هذه الخبرات بأنها معرضة لتشويش وعدم الوضوح مما يؤدي إلى تكوين مفاهيم غير صحيحة أو غير متكاملة، لذلك فإن المعلم استخدام بعض الوسائل التي تساعد المتعلم في تكوين مفاهيم صحيحة وتقربها للواقع.
       من خلال استعراض مجموعة (ديل) في هرم الخبرات، نستطيع تسجيل الملاحظات التالية: إن أغني مصادر التعلم هي الحقائق، وإن العمل المباشر وغير المباشر يؤدي إلي تكوين الخبرات عند الإنسان ويستطيع استخدامها في مواقف الحياة المختلفة، وتبرز أفضلية وسيلة على أخرى من خلال مناسبتها للموقف التعليمي وقدرتها على تدعيم عمل المدرس والمادة المرجعية للمدرس.

خامسا: تصنيف ادلينغ (Edling)
       قسم الوسائل هنا إلي فئات تعتمد على المنبهات وكثافتها وهي على شكل هرم مقلوب حيث جعل الوسائل الحقيقية المرتبطة بالبيئة في أعلى الهرم ثم تدرج إلى المواد البصرية المتحركة ثم إلى السمعية البصرية الثابتة ثم الرسومات  واللوحات التعليمية وفي القاعدة وضع الرسومات والتسجيلات الصوتية.
سادسا: تصنيف أوسلن (Oslen)
       وهو تصنيف متأثر كثيرا بتصنيف ديل حيث قسم هذه الوسائل على شكل هرم مكون من فئات:
 (أ) الفئة الأولي في قاعدة الهرم التي تشمل الخبرات الحية والواقعية المباشرة مثل   الزيارات والرحلات والمقابلات والآلات والأجهزة المستخدمة في التعليم المهني.
(ب) الفئة الثانية والتي تتوسط الهرم تركز على الوسائل السمعية والبصرية المتحركة والثابتة التي تمثل الواقع عندما لا تتوفر الوسائل الواقعية أو الحقيقية.
(ج) الفئة الثالثة وتركز علي الرموز المسموعة (اللغة) والمواد المطبوعة التعليمية.

سابعا: تصنيف دونكان (Dunkan)
       يقسم دونكان هذه الوسائل على أساس عدة معايير منها: ارتفاع التكاليف أو انخفاضها، وصعوبة توافرها أو سهولته، وعمومية استعمالها أو خصوصيتها، وسهولة استعمالها في التعليم، وعدد المتعلمين الذين يمكنهم الاستفادة منها في آن واحد.
       ويشير السهم في الجانب الأيمن من التصنيف إلى ارتفاع تكلفة هذه الوسائل وصعوبة توافرها وإنصافها في العمومية وكبر حجم المستفيدين منها كلما اتجهنا إلى أسفل، ويشير السهم إلى الجانب الأيسر عكس ذلك، ويعبر هذا التصنيف من أكثر التصنيفات واقعية من حيث تأثير وسائل الاتصال وإمكانية توافرها والقدرة على استخدامها وترتيبها منطقيا، إلا أن دونكان أهمل البيئة والتعامل معها.

تاسعا: تصنيف حمدان
       تصنيف حمدان ثنائي في طبيعته:
1-    وسائل التعليم غير الآلية يمكن استخدامها في تنفيذ عمليات التعلم والتدريس كما هي عادة:
2-    ثم وسائل آلية، على الآلية في عرضها واستعمالها في التربية المدرسية عموما.
ثم عمد حمدان خلال عرضه لأنواع هذه الوسائل بصنفيها الآلية وغير الآلية في تدرجها من المحسوس إلى المجرد ومن ندرة الاستخدام إلى كثفته، وقسمها كما يلي:-
(أ) وسائل وتكنولوجيا التعليم غير الآلية وتضم ما يلي: وسائل البيئة الواقعية المحلية، والعينات الحقيقية والنماذج المجسمة، والصور والرسوم التعليمية، والخرائط الجغرافية، والسبورات التعليمية، والمواد التعليمية.
(ب) وسائل وتكنولوجيا التعليم الآلية وتضم ما يلي: الوسائل المترافقة ومراكز مصادر التعليم، والصور المتحركة والفيديو والتلفزيون التعليمي، والمرئيات الثابتة والآلية، والمواد الوسائل السمعية، ووسائل وتكنولوجيا التعليم في المستقبل الحاسوب الشخصي، والحاسبة اليدوية)

عاشرا: المجموعة اللفظية وغير اللفظية
       يمكن أن تقسم وسائل الاتصال على أساس اللغة اللفظيةVerbal language  وهي لغة الكلام لشعب من الشعوب، وتشمل هذه المجموعة لغة الكلام والحديث والخطابة سواء استمعنا إليها من فم شخص في موقف المواجهة الشخصية في المدرسة أو المصنع أو الحياة العامة أو استمعنا إليها من خلال الإذاعة أو التسجيل وتشمل هذه المجموعة أيضا اللغة المكتوبة مثل الكتاب المدرسي أو الصحف أو كتب الثقافة أو النشرات الإخبارية المطبوعة وكتب الدعاية وغيرها.
        أما اللغة غير اللفظية Non Verbal Language   فهي تشتمل كل شيء غير اللغات اللفظية، مثل الصور بأنواعها، والرموز والإشارات التي تلخص خبرة معينة أو تدل علي بعض المعاني والمفاهيم مثل: إشارات المرور الحركات الإنسان التي يقصد منها نقل ما في نفسه إلي الآخرين كالتلويح باليد للمسافر، أو هز الرأس كعلامة علي الموافقة، والانحناء دلالة على الاحترام، وتشمل أيضا حركات الممثلين على خشبة المسرح، ونلاحظ أن مجال اللغة اللفظية واسع جدا، وكذلك نجد أن المستحدثات العلمية والتكنولوجية قد جمعت بين اللغتين اللفظية وغير اللفظية مثل: المجلات والكتب المصورة، السينما، الهاتف، الحاسوب وغيرها، وسوف تزداد هذه المبتكرات الحديثة وتتسع في مجالاتها حتى تشمل علي كل ما يمكن الإنسان من نقل كل المعاني التي في نفسه إلي الآخرين سواء بكلمة أو غيرها ببساطة وسرعة، ولهذا فإن المواقف الاتصالية النفسية تجمع بين اللغة اللفظية وغير اللفظية، من هنا أيضا نرى أن التقسيمات (لفظية وغير لفظية) هي تقسيمات تقديرية يمكن تداخل بعضها في البعض الآخر.

رابعا: أهمية الوسائل التعليمية
تكمن أهمية الوسائل التعليمية في كونها مخاطبة لحواس الإنسان، والحواس هي المنافذ الطبيعية للتعلم، ويرى بعض المربين أنه يجب أن يوضع كل شيء أمام الحواس كلما كان ذلك ممكنا إذ إن المعرفة دائما تبدأ من الحواس. ولذلك دعا المنشغلون في مجال التعليم إلى استخدام الوسائل التوضيحية، لأنها ترهق الحواس وتوقظها وتعينها على أن تؤدي وظيفتها في أن تكون أبوابًا للمعرفة.
وتتمثل أهمية الوسائل التعليمية في عملية التعليم والتعلم في تأثيرها الفعال على العناصر الرئيسة الثلاثة من عناصر العملية التعليمية وهي: المعلم، والمتعلم، والمادة التعليمية، كما يتلخص في الآتي:
أ‌-          أهمية الوسائل التعليمية للمعلم:
يساعد استخدام الوسائل التعليمية المعلم في عملية التعليم على الأمور التالية: تساعده على رفع درجة كفايته المهنية، واستعداده. وتغير دوره من الناقل والملقن إلى دور المخطط، والمنفذ، والمقوم للتعليم. وتساعده على حسن عرض المادة، وتقويمها، والتحكم بها. و تمكنه من استغلال كل الوقت المتاح بشكل أفضل. وتوفر وقته وجهده المبذولين في تحضير المواقف التعليمية وإعدادها. وتساعده في إثارة دافعية طلابه. وتساعده على التغلب على حدود الزمن والمكان في حجرة الدراسة، وذلك من خلال عرض بعض الوسائل عن ظواهر وقعت في زمن فات أو في مكان بعيد.
ب. أهمية الوسائل التعليمية للمتعلم:
    وتكمن أهمية الوسائل التعليمية للمتعلم من خلال الآتي: تنمي في المتعلم حب الاستطلاع، وترغبه في التعلم. وتقوي العلاقة بينه وبين المعلم، وبينه وزملائه. وتوسع مجال الخبرات التي يمر بها. وتزيد ثروته اللفظية سواء كانت عن المحسوس أم عن المجرد. وتسهم في تكوين اتجاهات مرغوب فيها. وتشجعه على المشاركة والتفاعل مع المواقف الصفية المختلفة. وتثير اهتمامه وتشوقه إلى التعلم. وتوفر من وقته وجهده في التعلم.

أهمية الوسائل التعليمية للمادة التعليمية

أما أهمية الوسائل التعليمية للمادة التعليمية فتكمن في النقاط التالية:
1.   تساعد على توصيل المعلومات، والمواقف، والاتجاهات، والمهارات المضمنة في المادة التعليمية إلى المتعلمين، وتساعدهم على إدراكها إدراكا متقاربا، وإن اختلف مستواهم.
2.          تساعد على إبقاء المعلومات حية وذات صورة واضحة في ذهن المتعلم.
3.         تبسيط المعلومات والأفكار وتوضيحها، وتساعد الطلاب على القيام بأداء المهارات كما هو مطلوب منهم.
وإلى جانب ذلك تكمن أهمية الوسائل التعليمية في الجوانب السيكولوجية التعليمية، وذلك لأن الوسائل التعليمية تستطيع أن توفر كل الشروط الأساسية التي على حد ما يعتقده علماء علم النفس التربوي تُحدث عملية التعلم بصورة أفضل عند توافرها، وهي:
1. يتشوق المتعلم للمادة التي يتعلمها، ويشارك كثيرا في العملية التعليمية التعلمية. والوسائل التعليمية تصمَّم لإثارة مشاركة المتعلم.
2. يمكن تطبيق ما يتم تعلمه في حجرة الدراسة في مواقف الحياة الواقعية. والوسائل التعليمية كما تنقل المتعلمين إلى ما هو قريب من الحياة الواقعية، وكذلك تنقل العالم الخارجي إلى داخل الصف.
3. المواد تقدم في أصغر وحدة ممكنة حتى يتمكن المتعلم من متابعتها واستيعابها. والوسائل التعليمية مثل التلفزيون، والأفلام، والمعامل اللغوية، تصمم في ضوء هذا المبدأ.
4. المواقف التعليمية منظمة حتى يتمكن كل طالب من التعلم وفقا لمستواه. المتعلم "البطيء" تقدَّم له التدريبات السهلة، بينما تقدم للمتعلم الأكثر تقدما التدريبات المتقدمة. والوسائل التعليمية التي لا تعرض على الشاشة مثل  جهاز التسجيل، والبطاقات، ونصوص القراءة المتدرجة، تصمم للتعلم الذاتي وتستخدم بشكل يمكن كل متعلم من اختيار ما يناسبه في التعلم.
يعرف المتعلم دائما هل هو مصيب أم مخطئ، ويتلقى التشجيع حين يصوب. وفي التدريبات المختبرة تعطى الإجابة الصحيحة بعد أن يأتي كل الطلاب بإجاباتهم.
 
 
 
والمصادر المراجع

بشير عبد الرحمن الكلوب وآخرون، الوسائل التعليمية إعدادها وطرق استعمالها، دار العلم للملايين، بيروت، 1977م
بشير عبد الرحيم، وسعود سعاد، الوسائل التعليمية، الطبعة الأولى، بيروت لبنان، 1977م
بشير عبد الحليم الكلوب، التكنولوجيا في عملية التعلم والتعليم، الطبعة الثانية، عمان، دار الشروق للنشر والتوزيع، 1999م
عبد الرحمن كدرك، تكنولوجيا تعليم، الطبعة الأولى، الرياض، 2000م
عبد المجيد سيد أحمد منصور، سيكولوجية الوسائل التعليمية ووسائل تدريس اللغة العربية، الطبعة الأولى، القاهرة، دار المعارف، 1401هـ / 1981م
عمر الصديق عبد الله ، محاضرات في مادة مهارات اللغة , قسم الماجستير , معهد الخرطوم الدولي للغة العربية , الخرطوم , 2003 م
ماجدة السيد عبيد، الوسائل التعليمية في التربية الخاصة، الطبعة الأولى، عمان، دار صفاء للنصر والتوزيع، 2000م
ماجدة السـيد عبيد، تصميم وإنتاج الوسـائل التعليمية، الطبعة الأولى، عمان، دار صفاء للنشـر والتوزيع، 1421هـ/ 2001م  
محمد محمود الحيلة، تقنيات إنتاج الشفافيات التعليمية واستخدامها وجهاز عرضها في عملية التعلم والتعليم، دار المسيرة للنشر، الطبعة الأولى، 1999م
محمد محمود الحيلة، تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق، الطبعة الثانية، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، 1421هـ /2000م
محمد خيري كاظم  وجابر عبد الحميد جابر، الوسائل التعليمية والمنهج، الطبعة الأولى، دار النهضة العربية، 1982م
مصطفي عبد السميع محمد لطفي جاد وصابر عبد المنعم محمد، الاتصال والوسائل التعليمية قراءات أساسية للطالب والمعلم، القاهرة، طبعة الأولي، مركز للكتب والنشر، سنة 2001م
مصطفى عبد السميع محمد وآخرون : الاتصال والوسائل التعليمية ( أساسية للطالب والمعلم ) مركز الكتاب للنشر، الطبعة الأولى، القاهرة، 2001م

Salah A El-Araby, Audio-Visual Aids for Teaching English An Introduction to Material and Methods,   1974، Longman p: 3